فصل: بَاب مَا جَاءَ فِي تشييد الْمَسَاجِد للمباهاة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب:

أَبُو بكر بن أبي شيبَة: عَن حُسَيْن بن عَليّ، عَن زَائِدَة، عَن عبد اللَّهِ بن مُحَمَّد بن عقيل، عَن جَابر، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خير صُفُوف الرِّجَال الْمُقدم، وشرها الْمُؤخر، وَشر صُفُوف النِّسَاء الْمُقدم، وَخَيرهَا الْمُؤخر. ثمَّ قَالَ: يَا معشر النِّسَاء، إِذا سجد الرِّجَال فاغضضن أبصاركن، لَا تَرين عورات الرِّجَال؛ من ضيق الأزر».

.بَاب انصراف النِّسَاء قبل الرِّجَال:

البُخَارِيّ: حَدثنَا يحيى بن قزعة، ثَنَا إِبْرَاهِيم بن سعد، عَن الزُّهْرِيّ، عَن هِنْد بنت الْحَارِث، عَن أم سَلمَة: «كَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا سلم قَامَ النِّسَاء حِين يقْضِي تَسْلِيمه، وَيمْكث هُوَ فِي مقَامه يَسِيرا قبل أَن يقوم».
قَالَ: نرى- وَالله أعلم- أَن ذَلِك كَانَ لكَي ينْصَرف النِّسَاء قبل الرِّجَال.
البُخَارِيّ: حَدثنَا عبد اللَّهِ بن مُحَمَّد، ثَنَا عُثْمَان بن عمر، أخبرنَا يُونُس عَن الزُّهْرِيّ، حَدَّثتنِي هِنْد بنت الْحَارِث، أَن أم سَلمَة زوج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخْبرتهَا: «أن النِّسَاء فِي عهد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كن إِذا سلمن من الْمَكْتُوبَة قمن، وَثَبت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمن صلى من الرِّجَال مَا شَاءَ، فَإِذا قَامَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ الرِّجَال».

.أَبْوَاب الْمَسَاجِد ومواضع الصَّلَاة:

.بَاب فضل الْمَسَاجِد وملازمتها:

مُسلم: حَدثنَا هَارُون بن مَعْرُوف وَإِسْحَاق بن مُوسَى الْأنْصَارِيّ قَالَا: حَدثنَا أنس بن عِيَاض، حَدثنِي ابْن أبي ذُبَاب- وَفِي حَدِيث الْأنْصَارِيّ: حَدثنِي الْحَارِث بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ذُبَاب- عَن عبد الرَّحْمَن بن مهْرَان مولى أبي هُرَيْرَة، عَن أبي هُرَيْرَة، أَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أحب الْبِلَاد إِلَى اللَّهِ مساجدها، وَأبْغض الْبِلَاد إِلَى اللَّهِ أسواقها».
الْبَزَّار: حَدثنَا نصر بن عَليّ، ثَنَا أَبُو أَحْمد، ثَنَا إِسْرَائِيل، عَن عبد اللَّهِ بن الْمُخْتَار، عَن مُحَمَّد بن وَاسع، عَن أم الدرادء، عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ: «لتكن الْمَسَاجِد بَيْتك، فَإِنِّي سَمِعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: إِن اللَّهِ عز وَجل ضمن لمن كَانَت الْمَسَاجِد بَيته الْأَمْن وَالْجَوَاز على الصِّرَاط يَوْم الْقِيَامَة».
وَهَذَا الحَدِيث قد رُوِيَ نَحْو كَلَامه بِغَيْر لَفظه، وَلَا نعلم هَذَا اللَّفْظ يرْوى عَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد من هَذَا الْوَجْه، وَهُوَ حسن الْإِسْنَاد.
التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا ابْن أبي عمر، ثَنَا عبد اللَّهِ بن وهب، عَن عَمْرو بن الْحَارِث، عَن دراج أبي السَّمْح، عَن أبي الْهَيْثَم، عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذا رَأَيْتُمْ الرجل يتَعَاهَد الْمَسْجِد فَاشْهَدُوا لَهُ بِالْإِيمَان؛ فَإِن اللَّهِ تَعَالَى يَقُول: {إِنَّمَا يعمر مَسَاجِد اللَّهِ من آمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر وَأقَام الصَّلَاة وَآتى الزَّكَاة...} الْآيَة».
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا الحَدِيث حسن غَرِيب.

.بَاب فضل من بنى مَسْجِدا:

مُسلم: حَدثنِي هَارُون بن سعيد الْأَيْلِي وَأحمد بن عِيسَى قَالَا: ثَنَا ابْن وهب، أَخْبرنِي عَمْرو أَن بكيرا حَدثهُ، أَن عَاصِم بن عمر بن قَتَادَة حَدثهُ، أَنه سمع عبيد اللَّهِ الْخَولَانِيّ يذكر «أنه سمع عُثْمَان بن عَفَّان- رَضِي اللَّهِ عَنهُ- عِنْد قَول النَّاس فِيهِ حِين بنى مَسْجِد الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّكُم قد أَكثرْتُم، وَإِنِّي سَمِعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: من بنى مَسْجِدا لله- قَالَ بكير: حسبت أَنه قَالَ: يَبْتَغِي بِهِ وَجه اللَّهِ عز وَجل بنى اللَّهِ لَهُ بَيْتا فِي الْجنَّة». وَقَالَ ابْن عِيسَى فِي رِوَايَته: «مثله فِي الْجنَّة».
الطَّحَاوِيّ: حَدثنَا يُونُس بن عبد الْأَعْلَى، ثَنَا ابْن وهب، عَن إِبْرَاهِيم بن نشيط، عَن عبد اللَّهِ بن عبد الرَّحْمَن بن أبي حُسَيْن النَّوْفَلِي، عَن عَطاء بن أبي رَبَاح، عَن جَابر بن عبد اللَّهِ، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من بنى مَسْجِدا كمفحص قطاة أَو أَصْغَر، بنى اللَّهِ لَهُ بَيْتا فِي الْجنَّة».
إِبْرَاهِيم بن نشيط وَثَّقَهُ أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَأحمد بن حَنْبَل.
وروى التِّرْمِذِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «من بنى لله مَسْجِدا صَغِيرا كَانَ أَو كَبِيرا، بنى اللَّهِ لَهُ بَيْتا فِي الْجنَّة».
قَالَ: ثَنَا بذلك قُتَيْبَة، ثَنَا نوح بن قيس، عَن عبد الرَّحْمَن مولى قيس، عَن زِيَاد النميري، عَن أنس، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

.بَاب تطييب الْمَسَاجِد وتنظيفها:

أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْعَلَاء، ثَنَا حُسَيْن بن عَليّ، عَن زَائِدَة، عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: «أَمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبِنَاء الْمَسْجِد فِي الدّور، وَأَن تطيب تنظف».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، أبنا عَائِذ بن حبيب، ثَنَا حميد الطَّوِيل، عَن أنس بن مَالك قَالَ: «رأى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نخامة فِي قبْلَة الْمَسْجِد فَغَضب حَتَّى أَحْمَر وَجهه، فَقَامَتْ امْرَأَة من الْأَنْصَار فحكتها وَجعلت مَكَانهَا خلوقا، قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أحسن هَذَا».

.بَاب مَا جَاءَ فِي تشييد الْمَسَاجِد للمباهاة:

أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن الصَّباح بن سُفْيَان، أَنا سُفْيَان- يَعْنِي: ابْن عُيَيْنَة- عَن سُفْيَان- يَعْنِي: الثَّوْريّ- عَن أبي فَزَارَة، عَن يزِيد بن الْأَصَم، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أمرت بتشييد الْمَسَاجِد. قَالَ: قَالَ ابْن عَبَّاس: لتزخرفنها؛ كَمَا زخرفت الْيَهُود وَالنَّصَارَى».
أَبُو فَزَارَة اسْمه: رَاشد بن كيسَان، ثِقَة مَشْهُور.
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد اللَّهِ الْخُزَاعِيّ، ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة، عَن أَيُّوب، عَن أبي قلَابَة، عَن أنس- وَقَتَادَة، عَن أنس- أَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يتباهى النَّاس فِي الْمَسَاجِد».
النَّسَائِيّ: أخبرنَا سُوَيْد بن نصر، ثَنَا عبد اللَّهِ- يَعْنِي: ابْن الْمُبَارك- عَن حَمَّاد بن سَلمَة بِهَذَا الْإِسْنَاد: «إِن من أَشْرَاط السَّاعَة أَن يتباهى النَّاس فِي الْمَسَاجِد». لم يذكر النَّسَائِيّ قَتَادَة.

.بَاب السرج فِي الْمَسْجِد:

أَبُو دَاوُد: حَدثنَا النُّفَيْلِي، ثَنَا مِسْكين، عَن سعيد بن عبد الْعَزِيز، عَن ابْن أبي سَوْدَة، عَن مَيْمُونَة مولاة النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَت: «يَا رَسُول اللَّهِ، أَفْتِنَا فِي بَيت الْمُقَدّس، فَقَالَ: ائتوه فصلوا فِيهِ- وَكَانَت الْبِلَاد إِذْ ذَاك حَربًا- فَإِن لم تأتوه وتصلوا فِيهِ فَابْعَثُوا بِزَيْت يسرج فِي قناديله».
ابْن أبي سَوْدَة هُوَ: زِيَاد أَخُو عُثْمَان بن أبي سَوْدَة.

.بَاب الْحَصَى لِلْمَسْجِدِ:

أَبُو دَاوُد: حَدثنَا سهل بن تَمام بن بزيع، ثَنَا عمر بن سليم الْبَاهِلِيّ، عَن أبي الْوَلِيد قَالَ: «سَأَلت ابْن عمر عَن الْحَصَى الَّذِي فِي الْمَسْجِد فَقَالَ: مُطِرْنَا ذَات لَيْلَة، فَأَصْبَحت الأَرْض مبتلة فَجعل الرجل يَجِيء بالحصى فِي ثَوْبه فيبسطه تَحْتَهُ، فَلَمَّا قضى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاة قَالَ: مَا أحسن هَذَا».
أَبُو الْوَلِيد هَذَا الَّذِي روى عَنهُ عمر بن سليم اسْمه: عبد اللَّهِ بن الْحَارِث، ثِقَة مَعْرُوف.

.بَاب ذكر أول مَسْجِد وضع فِي الأَرْض:

مُسلم: حَدثنَا أَبُو كَامِل الجحدري، ثَنَا عبد الْوَاحِد، ثَنَا الْأَعْمَش. وثنا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَأَبُو كريب قَالَا: ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة، عَن الْأَعْمَش، عَن إِبْرَاهِيم بن يزِيد التَّيْمِيّ، عَن أَبِيه، عَن أبي ذَر قَالَ: قلت: «يَا رَسُول اللَّهِ، أى مَسْجِد وضع فِي الأَرْض أول؟ قَالَ: الْمَسْجِد الْحَرَام. قلت: ثمَّ أَي؟ قَالَ: الْمَسْجِد الْأَقْصَى. قلت: كم بَينهمَا؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ سنة، وأينما أَدْرَكتك الصَّلَاة فصل؛ فَهُوَ مَسْجِد».
وَفِي حَدِيث أبي كَامِل: «ثمَّ حَيْثُمَا أَدْرَكتك الصَّلَاة فصلة؛ فَإِنَّهُ مَسْجِد».
البُخَارِيّ: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، حَدثنَا عبد الْوَاحِد، ثَنَا الْأَعْمَش، ثَنَا إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ بِإِسْنَادِهِ مُسلم وَحَدِيثه، وَقَالَ: «أَيْنَمَا أَدْرَكتك الصَّلَاة بعد فصل؛ فَإِن الْفضل فِيهِ».

.بَاب مَا جَاءَ أَن الأَرْض كلهَا مَسْجِد:

مُسلم: حَدثنِي عَليّ بن حجر السَّعْدِيّ، أبنا عَليّ بن مسْهر، ثَنَا الْأَعْمَش، عَن إِبْرَاهِيم بن يزِيد التَّيْمِيّ قَالَ: «كنت أَقرَأ على أبي الْقُرْآن فِي السدة، فَإِذا قَرَأت السَّجْدَة سجد، فَقلت لَهُ: يَا أَبَة، أتسجد فِي الطَّرِيق؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعت أَبَا ذَر يَقُول: سَأَلت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن أول مَسْجِد وضع فِي الأَرْض، قَالَ: الْمَسْجِد الْحَرَام. قلت: ثمَّ أَي؟ قَالَ: الْمَسْجِد الْأَقْصَى. قلت: كم بَينهمَا؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ عَاما، ثمَّ الأَرْض لَك مَسْجِدا فَحَيْثُمَا أَدْرَكتك الصَّلَاة فصل».
مُسلم: حَدثنَا يحيى بن يحيى، أَنا هشيم، عَن سيار، عَن يزِيد الْفَقِير، عَن جَابر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعْطَيْت خمْسا لم يُعْطهنَّ أحد قبلي: كَانَ كل نَبِي يبْعَث إِلَى قومه خَاصَّة، وَبعثت إِلَى كل أَحْمَر وأسود، وَأحلت لي الْغَنَائِم، وَلم تحل لأحد قبلي، وَجعلت لي الأَرْض طيبَة وَطهُورًا ومسجدا، فأيما رجل أَدْرَكته الصَّلَاة صلى حَيْثُ كَانَ، ونصرت بِالرُّعْبِ بَين يَدي مسيرَة شهر، وَأعْطيت الشَّفَاعَة».
حَمَّاد بن سَلمَة: عَن ثَابت وَحميد، كِلَاهُمَا عَن أنس، أَن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَعْطَيْت أَرْبعا لم يُعْطهَا نَبِي قبلي: أرْسلت إِلَى كل أسود وأحمر، ونصرت بِالرُّعْبِ بَين يَدي شهرا، وأطعمت أمتِي الْغَنَائِم وَلم يطْعمهَا أحد قبلي، وَجعلت لي كل أَرض طيبَة طهُورا ومسجدا».

.بَاب مَا نهي عَن اتِّخَاذ الْمَسَاجِد فِيهِ وَالصَّلَاة فِيهِ:

التِّرْمِذِيّ: حَدثنَا ابْن أبي عمر وَأَبُو عمار- هُوَ الْحُسَيْن بن حُرَيْث الْمروزِي- قَالَا: ثَنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد، عَن عَمْرو بن يحيى، عَن أَبِيه، عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الأَرْض كلهَا مَسْجِد، إِلَّا الْمقْبرَة وَالْحمام».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُوسَى بن إِسْمَاعِيل، ثَنَا حَمَّاد. وثنا مُسَدّد، ثَنَا عبد الْوَاحِد، عَن عَمْرو بن يحيى، عَن أَبِيه، عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مُوسَى فِي حَدِيثه: فِيمَا يحْسب عَمْرو أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ-: «الأَرْض كلهَا مَسْجِد، إِلَّا الْحمام والمقبرة».
اخْتلف فِي إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث.
وروى أَبُو بكر الْبَزَّار: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمثنى، ثَنَا حَفْص بن غياث، عَن الْأَشْعَث، عَن الْحسن، عَن أنس «أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عَن الصَّلَاة بَين الْقُبُور».
أَشْعَث هُوَ ابْن عبد الْملك، قَالَ يحيى بن سعيد: أَشْعَث بن عبد الْملك ثِقَة مَأْمُون.
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم- وَاللَّفْظ لأبي بكر- قَالَ إِسْحَاق: أَنا، وَقَالَ أَبُو بكر: ثَنَا زَكَرِيَّا بن عدي، عَن عبيد اللَّهِ بن عَمْرو، عَن زيد بن أبي أنيسَة، عَن عَمْرو بن مرّة، عَن عبد اللَّهِ بن الْحَارِث النجراني، حَدثنِي جُنْدُب قَالَ: «سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل أَن يَمُوت بِخمْس وَهُوَ يَقُول: إِنِّي أَبْرَأ إِلَى اللَّهِ أَن يكون لي مِنْكُم خَلِيل، فَإِن اللَّهِ قد اتَّخَذَنِي خَلِيلًا كَمَا اتخذ إِبْرَاهِيم خَلِيلًا، وَلَو كنت متخذا من أمتِي خَلِيلًا لاتخذت أَبَا بكر خَلِيلًا، أَلا وَإِن من كَانَ قبلكُمْ كَانُوا يتخذون قُبُور أَنْبِيَائهمْ وصالحيهم مَسَاجِد، أَلا فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبُور مَسَاجِد، إِنِّي أنهاكم عَن ذَلِك».
مُسلم: حَدثنِي زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا يحيى بن سعيد- يَعْنِي الْقطَّان- ثَنَا هِشَام، أَخْبرنِي أبي، عَن عَائِشَة: «أن أم حَبِيبَة وَأم سَلمَة ذكرتا كَنِيسَة رأينها فِي الْحَبَشَة فِيهَا تصاوير لرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِن أُولَئِكَ إِذا كَانَ فيهم الرجل الصَّالح فَمَاتَ بنوا على قَبره مَسْجِدا، وصوروا فِيهِ تِلْكَ الصُّور، أُولَئِكَ شرار الْخلق عِنْد اللَّهِ يَوْم الْقِيَامَة».
وَلمُسلم فِي حَدِيث آخر: «كَنِيسَة يُقَال لَهَا: مَارِيَة».
مُسلم: حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَعَمْرو النَّاقِد قَالَا: ثَنَا هَاشم بن الْقَاسِم، ثَنَا شَيبَان، عَن هِلَال بن أبي حميد، عَن عُرْوَة بن الزبير، عَن عَائِشَة قَالَت: «قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرضه الَّذِي لم يقم مِنْهُ: لعن اللَّهِ الْيَهُود وَالنَّصَارَى اتَّخذُوا قُبُور أَنْبِيَائهمْ مَسَاجِد. قَالَت: فلولا ذَاك أبرز قَبره، غير أَنه خشِي أَن يتَّخذ قَبره مَسْجِدا».
مُسلم: حَدثنِي هَارُون بن سعيد الْأَيْلِي، ثَنَا ابْن وهب، أَخْبرنِي يُونُس وَمَالك، عَن ابْن شهَاب قَالَ: حَدثنِي سعيد بن الْمسيب، أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَاتل اللَّهِ يهود اتَّخذُوا قُبُور أَنْبِيَائهمْ مَسَاجِد».
مُسلم: حَدثنِي هَارُون بن سعيد وحرملة بن يحيى، قَالَ حَرْمَلَة:
أخبرنَا، وَقَالَ هَارُون: ثَنَا ابْن وهب، أَخْبرنِي يُونُس، عَن ابْن شهَاب، أَخْبرنِي عبيد اللَّهِ بن عبد الله، أَن عَائِشَة وَعبد اللَّهِ بن عَبَّاس قَالَا: «لما نزلت برَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طفق يطْرَح خميصة لَهُ على وَجهه، فَإِذا اغتم كشفها عَن وَجهه فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِك: لعنة اللَّهِ على الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَاتَّخذُوا قُبُور أَنْبِيَائهمْ مَسَاجِد. يحذر مثل مَا صَنَعُوا».
الْبَزَّار: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن الْكرْمَانِي- الْمَعْرُوف بِابْن أبي عَليّ- ثَنَا سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، ثَنَا حَمْزَة بن الْمُغيرَة، ثَنَا سُهَيْل بن أبي صَالح، عَن أَبِيه، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِي وثنا».
قَالَ أَبُو بكر الْبَزَّار: هَذَا الحَدِيث إِنَّمَا يَجِيء من هَذَا الطَّرِيق لم يحدث بِهِ إِلَّا ابْن عُيَيْنَة عَن حَمْزَة بن الْمُغيرَة، عَن سُهَيْل.
أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ: حَدثنَا عبد اللَّهِ بن أَحْمد، ثَنَا الْحميدِي، ثَنَا سُفْيَان بِهَذَا الْإِسْنَاد: «اللَّهُمَّ لَا تجْعَل قَبْرِي وثنا، لعن اللَّهِ قوما اتَّخذُوا قُبُور أَنْبِيَائهمْ مَسَاجِد».
ذكر هَذَا الحَدِيث أَبُو جَعْفَر فِي التَّارِيخ الْكَبِير، وكلا الْحَدِيثين ذكرهمَا أَبُو عمر فِي التَّمْهِيد فِي بَاب مُرْسل زيد بن أسلم عَن عَطاء بن يسَار.